اعتذر عن الاعطال الموجوده بقالب المدونة وعدم تجديد المواضيع لظروف خاصة وانشغالى قليلا بعيدا عن الانترنت وبدء الدراسه ربما يبعدنى اكثر لكنى باذن الله لن اغيب طويلا
لا تحرمونا من دعواتكم لنا ,, بالتوفيق جميعا

11‏/12‏/2010

مصطفى النجار يكتب عبد الرحمن يوسف...الذي عرفته

كتب د/ مصطفى النجار
عبد الرحمن يوسف...الذي عرفته
===========
تعجز الكلمات وتتواري العبارات التي تود التعبير بها عما تكنه لانسان تحبه وتحترمه بحجم الشاعر عبد الرحمن يوسف ، عرفته شاعرا يطلق كلماته قذائفا في وجه الطغيان ، لا يخشي في الحق لومة لائم ، عرفته أخا وصديقا ورفيقا وفيا في درب الحياة ، علي المستوي الانساني قلما تجد شخصا بهذه الرهافة في الحس والذوق ، تبدوا ملامح وجهه جادة وحادة لمن لا يعرفه ، لكن حين تقترب منه تكتشف أنك أمام انسان من طراز مختلف ، أنه أبسط مما تتخيل ، كثير الابتسام والمرح والمزاح

جمعنا العمل في الحملة الشعبية لدعم البرادعي ومطالب التغيير منذ انضممت للحملة  من شهر ابريل الماضي ، وشرفت بالعمل بجواره  خلال هذه الفترة ، كانت طباعنا مختلفة وشخصياتنا مختلفة ولكن كان الحوار والنقاش هو الطريق دوما لحسم أي اختلاف في  وجهات النظر

أعطي عبد الرحمن يوسف لهذه الحملة من وقته وجهده وفكره وماله ما لم يعطه غيره ، أوقف حياته تماما لأجل مشروع التغيير ، لم يكتب قصيدة واحدة حتي الأن منذ بدء الحملة وهجر شعره الممتع والمبدع بسبب مسئولياته وانشغاله الشديد بأعمال الحملة

جعلنا العمل السياسي نفتقد شعره المميز وابداعه الرائع ، كان يلح علينا كثيرا بأن نساعده علي التفرغ لشعره ولكن كان طلبه يتم رفضه من الجميع  ، لأن الكل يعرف قيمته وقدره ورمزيته التي كانت سببا في انضمام الكثيرين الي الحملة والي مشروع التغيير بشكل عام
لم يخجل عبد الرحمن يوسف دوما أن يعترف بأخطاءه وأن يؤكد انه لا يوجد بشر معصوم وأن كل عملنا ومسيرنا هو اجتهاد بشري قابل للخطأ والصواب ، سافر عبد الرحمن يوسف الي اغلب محافظات مصر ليبشر الناس بفكرة التغيير ، لم يمنعه بعد المسافات و لا حالته المرضية الأخيرة التي جعلته يتحرك بصعوبة بسبب ألم مزمن في فقرات ظهره من كثرة الاجهاد والتعب ، ذهب الي سيناء وجلس مع اهل رفح وذهب الي الصعيد ليؤدي واجب التبشير بفكرة التغيير ، منذ يومين فقط كنا معا في محافظة قنا في أعماق الصعيد نتواصل مع نشطاء الحملة ونعقد مؤتمرا جماهيريا نشرح للناس فيه ما معني مشروع التغيير ونجمع منهم التوقيعات ، كعادته ألهب شاعرنا الجماهير بشعره وانطلقنا  بعد ذلك الي مدينة الأقصر ، أذهلني عبد الرحمن يوسف في ايمانه بفكرة التغيير ، لقد حدث كل من قابلهم حول مشروع التغيير بدءا من سائق التاكسي والعاملين بالمطعم والعاملين بالفندق بل وضابط المطار نفسه ونحن نستقل الطائرة لنعود الي القاهرة ، حين رأيت عن قرب كل هذا أدركت ما معني أن يعيش الانسان للفكرة وتمليء عليه حياته

كان عبد الرحمن يوسف واضحا مع نفسه ومستقيما مع أفكاره منذ البداية حين قال للجميع سأستمر في موقع المنسق العام للحملة لمدة عام ثم  أغادر موقعي كمنسق لأعمل جنديا في مشروع التغيير في المكان الذي يراه زملائي  في الحملة


مع اقتراب نهاية العام أخبر عبد الرحمن مجلس المحافظات بالحملة والمكتب التنفيذي للحملة انه سيغادر موقعه خلال اسابيع ورفض الجميع وأصروا عليه  أن يبقي في موقعه لاحتياج الحملة الي جهوده ولكنه رفض باصرار وقال : لا بد أن نقدم النموذج وان نكسر فكرة الشخص الواحد والزعيم الملهم الذي  لا يوجد غيره ، اننا نبني معا كيانا للعمل الجماعي والعمل المنهجي الذي لا يرتبط استمراره باستمرار شخص أو رحيله ، واذا كان الناس يستغربون هذا وغير معتادين عليه فلا بد أن نبدأ بأنفسنا ونقدم لهم النموذج

نعم أراد عبد الرحمن يوسف أن يبدأ بنفسه وكان له ما كان ، ونحن جميعا لا يسعنا سوي أن نرفع أيدينا بالتحية له علي انجازه الكبير خلال هذه الفترة ، فقد ترك موقع المنسق بعد أن ساهم في تأسيس حملة موجودة الأن في عشرين محافظة مصرية ولها أطر تنظيمية راقية هي مجلس المحافظات الذي يضم مسئولي المحافظات ونوابهم ويتابعه صديقي واخي الحبيب عبد المنعم امام مسئول المحافظات بالحملة وصاحب الدور الكبير في تأسيس العمل  بالمحافظات وترك أيضا المكتب التنفيذي للحملة الذي يضم خمس منسقين للقطاعات الجغرافية المختلفة وعدد من المتخصصين في مجالات مختلفة مثل الاعلام والعلاقات العامة والتسويق والموارد البشرية ، وساهم في توطيد العلاقة بين الحملة والجمعية الوطنية بحيث أصبحنا الأن في تنسيق كامل مع الجمعية الوطنية التي نعتز بها جميعا ، انني لن أستطيع أبدا أن أحصي فضل عبد الرحمن يوسف علي مشروع التغيير ويكفيه الثقة الكاملة  من قبل الدكتور محمد البرادعي الذي يري دوما فيه نموذجا للانسان المتجرد للفكرة والمخلص للمشروع

أصابني حزن بالغ – مثلما أصاب الجميع منكم – وهو يري استقالة الشاعر عبد الرحمن يوسف ولكن علينا أن نساعده في تقديم النموذج وعلينا أن نرفع أيدينا جميعا بالتحية لهذا الانسان الرائع ونتعلم منه ونحذوا حذوه وهو يعاهدنا أنه موجود ومستمر بمشروع التغيير ولن يتخلي عن نضاله ولا ثغرته التي يقف عليها  وما حدث الا تغيير للمواقع فقط ولكن العطاء مستمر لن يتوقف

أيها الصديق والأخ والأستاذ ، فضلك لا ينكره الا جاحد ، ونحن مدينون لك بالكثير والكثير ولكن عزاءونا أننا سنكمل ما بدأناه معا وسنستمر في الدرب معا من أجل الوطن
دامت مصر للمصريين وبالمصريين

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Blogger Templates | تعريب وتطوير : مدونة سامكو